حين تقوم الشركات الناشئة على حماسة الفكرة الجديدة والثقة من قبل المستثمرين، عادة ما تكون الأولوية هي الدخول للسوق بأسرع وقت. ينسى الكثير من رواد الأعمال أن متابعة حركة المصروفات و تقييدها في قائمة التدفق النقدي بشكل دوري يشكل أولوية من اللحظة التي تبدأ فيها الشركة الإبحار في محيط السوق، حيث العواصف لا يمكن توقعها، و في كثير من الأحيان، لا يمكن حتى تفاديها. تشكل الصعوبات المالية (صرف الأموال التي حصلت عليها الشركة في الجولات الاستثمارية الأولية بشكل مندفع و فشل المحاولات للحصول على استثمارات جديدة) أحد أهم أسباب فشل الشركات الناشئة، بغض النظر عن قوة المنتج، مهارة الفريق، أو احتياج السوق.
إذًا، كيف يمكن للشركة الناشئة أن تتفادى الوقوع في الفخ من خلال الإدارة الصحيحة للنقد ؟
انظر للاتجاه الصحيح!
شركتك الناشئة يجب في نهاية المطاف أن تكون قادرة على تشغيل جميع عملياتها من خلال المبيعات، وليس من خلال الاستثمارات. ينظر الكثير من رواد الأعمال على الأموال الاستثمارية على أنها صندوق لا متناهي يستمر في الضخ لدفع نمو مشاريعهم، و يغفلون عن النظر للاتجاه الصحيح: العميل. حين يتركز الاهتمام على نمو قاعدة العملاء وضمان استمراريتهم مع الشركة خلال نموها، يصبح للشركة مصدر نقدي أكثر استدامة من سلسلة الاستثمارات المتقطعة.
أين المشكلة؟
متابعة قائمة التدفق النقدي توضح لك الكثير عن مصدر الصعوبات المالية. على سبيل المثال، قد تكون الشركة ناجحة في جذب الكثير من العملاء و النمو بشكل متصاعد دون أن ينعكس ذلك على حركة النقد، ثم يتم اكتشاف أن الكثير من المبيعات لم يتم تحصيلها بعد. هنا يمكن للفريق مراجعة استراتيجية وآلية الدفع لمعالجة المشكلة و ضمان أن تتكلّل المبيعات بعمليات دفع ناجحة.
الجاهزية للمستقبل!
تساهم قائمة التدفق النقدي في إعطاء صورة شمولية و تفصيلية لحركة النقد الداخل و الخارج من جميع المصادر، لذا تعد مصدر معلومات مهم لبناء الميزانية و التكهن بقرارات مستقبلية مهمة. الفشل في إدارة التدفق النقدي يجب أن يكون السبب الأخير الذي يحول بينك وبين النمو الصحيح لشركتك الناشئة. توجد الكثير من الحلول لتسهيل إدارة مصروفاتك ومساعدتك على الحصول على نظرة فورية في أي وقت، سواء حين تحتاج دراسة مصاريف معينة، أو حين تواجهك أسئلة المستثمرين المفاجئة!
نشرح في مدونات لاحقة تفاصيل أكثر عن إدارة التدفق النقدي والحلول التي تحول بينك وبين أحد أهم أسباب فشل الشركات الناشئة: النقد!
